القدس المحتلة - وكالات
بدأ أعضاء حزب كاديما الإسرائيلي الحاكم الأربعاء 17-9-2008 التصويت لاختيار زعيمٍ جديد للحزب يحلّ محل رئيس الوزراء ايهود أولمرت الذي تعهد بالاستقالة بعد التحقيق معه في مزاعم فساد.
ولكن سواء فازت في انتخابات الحزب وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أو أقرب منافسيها وزير النقل شاؤول موفاز بأغلبية أصوات أعضاء الحزب ومجموعهم 74 ألف عضو فقد يبقى أولمرت كقائمٍ بأعمال رئيس الوزراء لأسابيع أو شهور.
وفتحت اللجان الانتخابية في عشراتٍ من مكاتب الحزب وأماكن أخرى في شتى أنحاء البلاد أبوابها الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش).
وبعد ما اعتقد كثيرون أنه قد يكون آخر اجتماعٍ من نوعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الثلاثاء تعهد أولمرت بمواصلة مفاوضات السلام التي يجريها الزعيمان، في إشارةٍ إلى أنه يعتزم الاستفادة من حقه القانوني أن يبقى في منصبه لتسيير الأعمال حتى يؤلف خليفته ائتلافًا جديدًا.
وأوضحت استطلاعات الرأي أن ليفني تتقدم على موفاز في مسعاها لتصبح أول رئيسةٍ للوزراء منذ جولدا مائير في السبعينيات.
لكن المعسكرين ما زالا حذرين ويشيران إلى السجل المتباين لاستطلاعات التي جرت في السابق لمثل هذه الانتخابات، وأظهر استطلاعٌ للرأي جرى يوم الاثنين حصول ليفني على 47% من الأصوات، بينما حصل موفاز على 28% وتخلف عنهما مرشحان آخران كثيرًا.
ولكن موفاز توقع أن يفوز ويحصل على نسبة أكثر من 40% من الأصوات المطلوبة لكي لا يضطر لخوض جولة إعادة الأسبوع المقبل.
وأيًّا كانت النتيجة فإن الكثيرين يتوقعون أن تُجرى انتخابات برلمانية خلال شهور، وتأسس كاديما عام 2005 على يد رئيس الوزراء السابق أرييل شارون، ويشغل الحزب ربع مقاعد الكنيست، ويستعد المتنافسون الذين ينتمي بعضهم لتحالف أولمرت لخوض معركةٍ على المستوى الوطني تشير استطلاعات الرأي إلى أن زعيم حزب ليكود بنيامين نتنياهو قد يفوز فيها.
وتعتبر ليفني التي ترأس فريق التفاوض الإسرائيلي في محادثات السلام التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش منذ عشرة شهور المرشحة التي تعطي فرصة أكبر لاستمرار تلك العملية، ولكن عددًا قليلاً من الناس في أي من الجانبين يتوقعون تحقيق انفراجةٍ كبيرة قبل انتهاء فترة رئاسة بوش ذاته بعد أربعة شهور.
واكتسب موفاز الذي كان قائدًا للجيش ثم وزيرًا للدفاع سمعةً باتباعه أساليب عنيفة في مكافحة الانتفاضة الفلسطينية منذ عام 2000، وصرح أيضًا أن شنَّ هجومٍ على بلده الأصلي إيران ربما يصير "أمرًا لا مفر منه" إذا واصلت طهران مساعيها لاكتساب أسلحة نووية.
وفي تصريحين انتخابيين نُشرا في الصحف الرئيسية تحدث موفاز وليفني عن تصوراتهما.
وقالت ليفني: "إنها فرصة ثانية لتحديد شكل صورة إسرائيل وإصلاح الضرر ولإعطاء الأولوية لصالح البلاد وشعبها".
أما موفاز الذي سلط الضوء على خبرته الأكبر فيما يتعلق بالشؤون العسكرية قال: "كرئيسٍ للوزراء أعتزم إطلاق عملية سياسية جادة لتحديد مسار للسلام، ولكني لا أشك في أن السلام يتحقق من موقف قوة وردع."
ويجد الجمهور الإسرائيلي صعوبةً في الشعور بالحماس تجاه الانتخابات الأولية لحزب كاديما رغم تصويرها في بعض الأوساط على أنها مواجهة تعبِّر عن الانقسام الدائم بين اليهود من أصول أوروبية وأولئك الذين ينحدرون من أصول شرق أوسطية.
وإذا نجح فسوف يصبح موفاز (59 عامًا) الذي هاجر طفلاً من طهران إلى إسرائيل في الخمسينيات أول رئيس وزراء إسرائيلي لم يولد في أوروبا أو ينحدر من أسرة أوروبية.