في تقرير الكتاب هذا الأسبوع نعرض لمجموعة من الكتب الدينية، منها كتاب يعنى بنقاش بين عدد من علماء السنة والشيعة في مسألة التقارب، إضافة إلى كتاب جديد يتحدث عن جرائم الشرف، وكتاب عن المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري.
التقارب السني الشيعي
صدر عن دار الفكر في دمشق كتاب "التقارب السني الشيعي" ويشارك فيه عدد من علماء السنة والشيعة الذين يبحثون في مسألة التقارب. والكتاب من تأليف الكاتب والصحفي وحيد تاجا. ومما جاء في الكتاب: أثارت الفتنة المذهبية الدائرة في العراق، والمرشحة للانتقال إلى اكثر من دولة عربية وإسلامية، تساؤلات عديدة عن حقيقة " التعايش" بين السنة والشيعة، وعن دور مؤسسات التقريب ومدى فعالية نشاطها في صفوف اتباع المذهبين، كما أثارت التساؤلات حول رؤية كلا الطرفين لطبيعة الانقسام المذهبي في التاريخ الإسلامي، ومدى انعكاس هذا الانقسام، الذي مضى عليه 14 قرنا، على حاضر الأمة الإسلامية.
ويضيف الكاتب: من جديد برزت أمور خلافية عديدة، ظن البعض منا أنها طويت مع الزمن، حيث عاد طرح موضوع شتم الشيعة للصحابة رغم وجود فتاوى عديدة بمنع السب والشتم، كما عاد الحديث عن وجود مصحف فاطمة، وأثار ظهور قبر أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب (رض) في إيران الكثير من ردود الفعل في الشارع السني وتعالت الأصوات عن موقف الحكومة الإيرانية من وجوده، وبالتالي فتحت مسألة علاقة الشيعة العرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحقيقة ما يشاع من محاولات التشييع المنظم في صفوف السنة.
ويتابع الكاتب: وفي المقابل بدأت تطرح مسألة التكفير والتسنين في صفوف الشيعة، وجاءت حرب يوليو/تموز 2006 في لبنان وانتصار حزب الله على إسرائيل للمرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني، وبقدرة ماكينة الإعلام الأمريكي والصهيوني، أصبح الخطر الشيعي هو الأساس، وبدأ الحديث عن الهلال الشيعي يتعالى، وأصبحت العلاقة مع ايران هي المشكل الرئيسي في العالم العربي، وغاب خطر الاحتلال الأمريكي للعراق، كما غيب الخطر الصهيوني وتناسى البعض فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
وبحسب المؤلف فإن الكتاب هو "بحث عن إجابات وتفسيرات لهذه القضايا كانت وراء إجراء بعض الحوارات مع عدد من السادة العلماء من كلا المذهبين، فضلا عن مفكرين مطعلين بعمق على واقع العالم الإسلامي، كان مطلوبا الصراحة والجرأة في طرح الأسئلة".
المسيري.. فارس التغيير
صدر في القاهرة كتاب (عبد الوهاب المسيري فارس التغيير) في 112 صفحة متوسطة القطع وأصدره عدد من تلاميذ المسيري وأصدقائه كرد تحية لرجل يعد "موسوعة" على حد وصف الكاتب المصري ياسر علوي في دراسة نوه فيها بأن المسيري قدم مشروعا فكريا امتزج فيه الهم العلمي بالنضال من أجل التغيير.
وكان المسيري يتولى منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير ( كفاية) التي تأسست نهاية عام 2004 وتضم رموزا من ألوان الطيف السياسي والفكري والثقافي والنقابي.
والمسيري في رأي الكاتب صقر أبو فخر "أحد أهم المفكرين العرب الذين كان لهم شأن كبير جدا في تفكيك الركام المروع الذي أطبق على أدمغة الدارسين العرب حينما اتصلت دراساتهم بفهم المسألة اليهودية والصهيونية" بعيدا عن مفهوم التعميم والاختزال الذي كان كثيرون ينظرون من خلاله الى اليهود كشعب متسق له سمات واحدة ولم يتأثر بغيره على مدى التاريخ كما تدعي الصهيونية".
كتاب عن جرائم الشرف
وفي تقرير لها من عمان قالت مراسلة "العربية.نت" إيمان القحطاني إن الأوساط الحقوقية تترقب صدور كتاب توثيقي جديد لما اصطلح على تسميته "جرائم الشرف" ويتطرق كتاب"جريمة باسم الشرف" المنتظر صدوره خلال العام القادم عن دار نشر " Oneworld Publications " إلى جذور تلك المشكلة متلمسا البعد التاريخ والديني والسيسيولوجي لتلك الجرائم كما يعرج على قضية العنف ضد المرأة بشكل عام.
وقالت مؤلفة الكتاب الحائزة على عدة جوائز دولية الصحافية الأردنية رنا الحسيني أن الفصل الأول احتوى على معلومات موثقة حول جرائم الشرف في العالم ، مضيفة"هناك قصص واقعية وقعت في مناطق مختلفة من العالم ، بعض الفصول عن تجربتي الشخصية في الأردن فيما يتعلق بجرائم الشرف وأيضا النشاط الحقوقي ضد تلك الجرائم في دول مختلفة ".
وبمناسبة إصدار هذا الكتاب، اتهمت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة أسمى خضر، مرتكبي ما اصطلح على تسميته "جرائم الشر ف" في الأردن، بأنهم يحملون فكرا تسلطيا يتخذ من القيم والدين والعادات والخصوصية ذريعة لحماية الأسرة . وقالت المحامية خضر إن قضية جرائم الشرف في الأردن هي "مشكلة قانونية"، ذات ارتباط كبير بـ"الفكر التسلطي الأبوي الذي يفرض من القيود ويحمّل المرأة من المسؤوليات - في الإطار الاجتماعي والسلوكي- أضعاف ما يحمّله للرجل ".
جائزة الشيخ زايد للكتاب
أبدت العديد من أهم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ودور النشر العربية والعالمية رغبتها بالتعاون مع جائزة الشيخ زايد للكتاب، ودعم الترشح لها في دورتها الثالثة 2008-2009، وتحفيز رجال الفكر والثقافة والأكاديميين للمشاركة في مختلف الفروع التسع للجائزة، وهي: جائزة الشيخ زايد في التنمية وبناء الدولة - جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل - جائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب - جائزة الشيخ زايد للترجمة - جائزة الشيخ زايد للآداب - جائزة الشيخ زايد للفنون - جائزة الشيخ زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي - جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع - وجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية.
وأعربت أكثر من 100 جامعة عربية و50 دار نشر في العالم العربي حتى اليوم عن دعمها وتشجيعها للأكاديميين والكتّاب والروائيين للترشح للدورة الثالثة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، مؤكدة أن الجائزة تبوأت خلال عامين من تأسيسها مكانة علمية وأدبية رفيعة. كما أبدت العديد من أهم الجامعات ودور النشر في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا اهتمامها الملحوظ بالجائزة التي تشمل مختلف فروع العلم والمعرفة، وتبلغ قيمتها المادية حوالي مليوني دولار.