قرر المخرج السوري هشام شربتجي رفع قضية ضد مديرة التلفزيون الرسمي ديانا جبور ومدير الرقابة في التلفزيون غسان شهاب بسبب عدم عرض مسلسل"رياح الخماسين" على الشاشة السورية ولإيقافه على تلفزيون "دينا" الخاص بعد بث ثلاثة حلقات منه، ويتحدث عن المسلسل معتقل سياسي من الساحل السوري، بعد خروجه من سجن أمضى فيه 15 عاماً، ليفاجأ بأن الفساد استشرى في مؤسسات المجتمع كلها ووصل إلى أسرته.
وحينئذ يقوم بطل المسلسل بمحاربة "المفاهيم المغلوطة"، مشيراً إلى أن ميزان الأخلاق والمعايير الوطنية قد جرى التلاعب به، وتتكرر جملة «الميزان ملعوب فيه» على لسان البطل أكثر من مرة. إلا أنه يواجَه بإحباطات كثيرة، لأن الفساد صارت له مؤسسات ومنظومة عمل راسخة.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الجمعة 26-9-2008، أن مدير رقابة البرامج في التلفزيون السوري أكد أن المسلسل لم يمنع من العرض، بل تأجل البت بأمره، ريثما تتسلم الجهات المعنية الحلقات كاملة. وقال إن العمل «إشكالي على اعتبار أنه يتحدث عن حياة معتقل سياسي. وقد وصلنا في اليوم الأول من رمضان خمس حلقات فقط، يصعب معها التكهن إلى أي مدى ستتنامى خطوطه الدرامية». وأشار شهاب إلى أن «رياح الخماسين» عرض على لجنة خاصة، وهي اللجنة المتخصصة في إعادة مشاهدة الأعمال التي تحيلها إليها إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، إذا اشتكت الجهة المنتجة من قرار منع عرض عمل ما. وقد شاهدت اللجنة حتى اليوم، «21 حلقة، وتمت الموافقة على التصدير، مع أنها (أي اللجنة) أكدت في تقريرها أن القرار النهائي لا يمكن أن يحدد إلا بعد مشاهدة الحلقات الباقية». ولفت شهاب إلى أن التلفزيون السوري «لم يستلم لغاية تاريخ 21 الشهر الحالي، سوى 21 حلقة فقط».
غير أن المخرج هشام شربتجي اعتبر تصرف إدارة التلفزيون تشكيكاً بوطنيته وبتاريخيه المهني، "وتخويناً وتشويه سمعة، وتعطيل عمل كلّف الملايين".
وكان مدير الرقابة كشف للصحافة سابقاً عن بعض ملاحظاته تجاه العمل، وخصوصاً عن حوار يدور بين البطل (أسعد فضة) الخارج من السجن حديثاً، وصديقه (عبد الحكيم قطيفان) الذي يقول له: (اكتب مذكراتك وخلّ سيفك مسلطاً على رقابهم، ولندفّعهم الثمن). وتساءل مدير الرقابة: «مَن هم هؤلاء الذين يريدهم المسلسل أن يدفعوا الثمن؟». كما أشار إلى «أن الحلقات الأخيرة التي تصلهم تباعاً، لا تتعدّى مدة كل منها ثلاثين دقيقة، ما يعني أن الجهة المنتجة راحت تحذف وتمنتج ما ليس مناسباً».
وقد اعتبر شربتجي هذه التصريحات مسيئة، فقرر الادعاء على مدير الرقابة ومديرة التلفزيون. كما رفض المزايدة عليه بالوطنية، قائلا: "إذا كان مدير الرقابة يسألني من هؤلاء، فأقول له أنت واحد منهم.. لقد حوّلوا المسلسل إلى عمل معاد، فيما هو تربوي بامتياز. كما تسببوا بضرر مادي نتيجة منع تصدير العمل في رمضان، وفوتوا علينا فرصة استعادة تكاليفه.
وأردف قائلا: "مسلسل رياح الخماسين ليس ضد مرحلة معينة، بل بمثابة دعوة لإزالة الخوف المزروع في العقل، وهو خوف نحن زرعناه". فيما رأى الكلام عن تسليم حلقات ممنتجة وقصيرة، "تخويناً وتشكيكاً في الوطنية. وهو أمر غير مقبول".
واعتبر شربتجي لجوءه للقضاء، بغض النظر عما إذا كانت القضية ستأخذ مجراها القانوني أم لا، يهدف إلى فتح الباب أمام بقية الفنانين للجوء إلى القضاء، "إذا تعرضوا لتشويه السمعة والتخوين".