قررت شبكة الإذاعة العربية في دبي، فصل المذيع الجنوب إفريقي ريفن جون، الذي يقدم برنامجا صباحيا على إذاعة "فيرجن"، بعدما انتقد مستمعون ما وصفوه "بتطاوله على الأديان، والذات الإلهية" في إحدى فقرات البرنامج، حسب تقرير لصحيفة"الإمارات اليوم" الإماراتية الأربعاء 22-10-2008.
وقال مستمعون "إن المذيع حاول إقامة حوار مع زميل له في الأستوديو، متقمصاً دور إله، فظهر الحوار وكأنه سخرية من الأديان السماوية جميعها".
وصرح مدير عام الشبكة، محمود الرشيد، أن "المذيع قرأ خبرا نشرته صحف غربية وعربية عدة الاثنين، يفيد أن محكمة أمريكية رفضت دعوى قضائية ضد (الرب)، ثم قرأ مقالاً صحافيا على الإنترنت يمثل حوارا مع (الرب)".
المذيع حاول إقامة حوار مع زميل له في الأستوديو، متقمصاً دور إله، فظهر الحوار وكأنه سخرية من الأديان السماوية جميعها
وأضاف: "قررت إدارة الشبكة على الفور إحالة المذيع للتحقيق، وصدر قرار بفصله من العمل، وقد دافع عن نفسه أنه كان يريد السخرية من الخبر المنشور في الصحف بهذه الطريقة".
وأفاد الرشيد أن "المذيع اعترف بالخطأ، وأعلن اعتذاره على الهواء في البرنامج نفسه الثلاثاء.
وذكر مدير عام الشبكة أن "الإذاعة اعتبرت ما فعله المذيع تطاولاً على الأديان كافة"، مشيراً إلى أن "الفقرة - التي لم يزد زمنها على سبع دقائق - أثارت استياء جميع العاملين في الإذاعة بمن فيهم الغربيون".
وتابع: "هذه الواقعة خطأ فردي، ويتحمل مسؤوليتها كاملة المذيع؛ لأنه هو الذي يعدّ، وينفذ، ويذيع برنامجه". ولفت إلى أن الأخير "قدم إلى الدولة منذ ثلاثة أشهر فقط، وغير ملم بطبيعة المجتمعين العربي والإسلامي".
من جانبه، قدم جون اعتذاره، وأكد أنه لم يقصد أبداً الإساءة للرب أو إلى أي دين. وقال إنه لم ينطق بلفظ الجلالة، وكان يقرأ القصة الغريبة من نوعها التي حصل عليها من موقع إخباري إلكتروني، لكن أُسيء فهمه.
وأفاد أنه لم يتطرق إلى الحديث عن الله، ولا عن الدين الإسلامي مطلقاً، أو الدين المسيحي، ولم يذكر أي شيء يتعلق بعادات الدولة، أو عادات المسلمين، ولا أي ديانة أخرى فيها.
وأقرّ أن القصة التي رواها غير مقبولة في الدين الإسلامي، ولا المسيحي، ولا أي دين.
وتعقيبا، اعتبر الراهب القمص، إسحاق الأنبا بيشوي، راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط المصريين في أبوظبي أن "المذيع أخطأ خطأً كبيراً، وتطاول على الذات الإلهية".
ولفت الراهب إلى أن "التجرؤ على الله أمر لا يقبله الدين أو العقل، فالله هو الخالق، والبشر مهما عظم شأنهم هم صغار إلى الخالق، ولا يملكون محاورته".
وقال أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الشارقة، الدكتور عبدالحق حميش: "إن قراءة الخبر المنشور في الصحف ليس فيه خطأ؛ لأن القاعدة الشرعية تقول: (ناقل الكفر ليس بكافر)، لكن ينبغي أن نراعي الأدب أثناء قراءة الخبر، ونتناوله بأسلوب الاستنكار، وقد أخطأ هذا المذيع، وارتكب فعلاً تحظره كل الأديان".