بلير اقترح على ملكة بريطانيا زيارة إسرائيل لـ «تشجيع السلام»

بعد أكثر من خمسين عاماً على توليها العرش سنة 1952، لم تزر ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية دولة اسرائيل رسمياً على رغم قيامها حتى الآن بـ «زيارات دولة» الى اكثر من 87 بلداً بينها السعودية في السبعينات، وايران والسودان في الستينات، وتونس والجزائر والمغرب والاردن في الثمانينات، وخمس مرات الى الولايات المتحدة، واربع الى فرنسا.

وتفيد سجلات قصر باكنغهام ان الملكة زارت 120 دولة من دون جواز سفر، لأن الجوازات البريطانية تصدر باسمها، الا ان جولاتها لم تنقلها بعد الى اسرائيل وايرلندا واليونان، لأسباب من بينها الأخطار الأمنية والضوابط السياسية وحتى الأسباب الشخصية.

ومع ان القصر الملكي يستغرب الحديث عن اي ترتيبات او استعدادات لأي زيارة دولة ملكية الى اسرائيل، في المستقبل المنظور، الا ان الاشاعات والهمسات تحدثت عن ان رئيس الوزراء السابق توني بلير فاتح الملكة، بعد احدى زياراته الى القدس وتوليه مهمة المبعوث الدولي للسلام في الشرق الاوسط، بأهمية النظر في إمكان زيارة اسرائيل لما قد تعطيه الزيارة من دفع للسلام، خصوصاً اذا تضمنت جولة في الاراضي الفلسطينية.

وكان بلير عارض فكرة الزيارة عندما كان رئيساً للوزراء «لأن الزيارة كانت ستضر بالمصالح البريطانية في الشرق الاوسط».

وعادة، وعند ترتيب اي زيارة دولة ملكية، يجب الحصول على موافقة الحكومة البريطانية والاطلاع مسبقاً على جدول أعمال الزيارة والخطب التي ستُلقيها الملكة خلالها.

ونفى الناطقون باسم وزارة الخارجية البريطانية مراراً أنباء ترددت عن عزم الملكة زيارة اسرائيل، كما ان ولي عهدها الامير تشارلز رفض دعوة رسمية لزيارة الدولة اليهودية.

وكانت أصوات يهودية وإسرائيلية أبدت غضباً في نهاية العام الماضي، بعدما نشرت صحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية، التي تعكس آراء الجالية اليهودية في بريطانيا، تقريراً اشار الى أن الأمير تشارلز ربما يكون تجنب القيام بزيارة رسمية الى اسرائيل، حتى لا تستخدم تلك الزيارة من قبل الدولة العبرية لـ «تلميع صورتها» في الساحة الدولية.

وزار تشارلز اسرائيل بصفة «شخصية» في العام 1995 للمشاركة في تأبين رئيس الحكومة السابق اسحق رابين. وشدد ناطق باسم مكتبه في كلارنس هاوس على انه من الآن وحتى نهاية العام 2009 لا وجود لأي اقتراحات او ترتيبات لزيارة الأمير إسرائيل.

يُشار الى ان بعض «الامور الشخصية» تمنع الملكة من زيارة بلد، مثلما حدث مع اليونان لأن حكومة اثينا أبعدت «حماها»، والد الامير فيليب، من البلاد في العام 1921 كما ان «طغمة عسكرية» استولت على الحكم في اليونان في الستينات وطردت ملكها قسطنطين الذي لجأ الى بريطانيا وهو يقيم فيها وعلى صداقة متينة مع العائلة المالكة.

ومع تغير الأمور بعد السماح للملك اليوناني السابق بزيارة بلاده وحتى الإقامة فيها لفترات، تصبح زيارة ملكة بريطانيا الى اليونان ممكنة. والامر نفسه حصل مع دول سابقة كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق وبعض البلدان التي لم تكن موجودة عند تولي الملكة عرش بلادها مثل سلوفينيا، التي انشقت عن يوغوسلافيا السابقة، والتي تزورها حالياً.

ومن الامثلة ايضاً، ان اي ملك بريطاني لم يزر ايرلندا منذ العام 1911 عند زيارة الملك جورج الخامس دبلن بعد توليه العرش. لكن بعد إقرار السلام في ايرلندا الشمالية، بالتعاون بين الحكومتين البريطانية والايرلندية، أصبحت الزيارة ممكنة. ولا يستطيع اي مسؤول بريطاني إعطاء فكرة عن احتمالات زيارة ملكة بريطانيا الى اسرائيل وما اذا كانت تنتظر إقرار السلام في الشرق الاوسط، لزيارة القدس.