حفلات زواج تصل كلفتها إلى أكثر مليون ريال بالسعودية

لا تتوقف معاناة الأسر السعودية لإتمام زواج أبنائهم عند الكلفة الباهظة التي تُنهك كاهل الأسر والمتزوجين، باعتبار أن مناسبات الزواج لدى الكثيرين من الأسر السعودية إحدى فعاليات التنافس الاجتماعي بين الأسر والعائلات، بل إن هناك معاناة اكبر تظهر مثلاً في معاناة أمهات كثيرات، منهن والدة سارة آل الشيخ، التي عانت كثيراً لتجهيز حفلة زواج ابنتها سارة، إذ كانت تضطر إلى التجوال من محل أو متجر إلى آخر لاختيار «الكوشة» والطاولات و«الصواني»، كل من مكان. كان الأمر في غاية الإرهاق والعنت، وفى نهاية الأمر لم تجد ما يرضيها ويرضي تصورها وطموحاتها، وكثيرات هن من يعانين من المشكلة ذاتها.
لكن ما جعل مها أبو الخيل تختلف عنهن أنها بحثت عن إجابة لمعاناتها وتساؤلها: لماذا لا يوجد مكان واحد يستطيع أن يقدم جميع الخدمات لأم العروس؟ فكان ميلاد الفكرة الجديدة شركة نسائية جديدة خاصة بتجهيز مستلزمات حفلات الزواج كافة، توفر جميع تجهيزات الحفلات من شموع وحلويات وأوانٍ و«تصوير» بحسب طلبات ورغبات الجمهور. ولدت الفكرة قبل نحو 15 عاماً، ووجدت قبولاً من عملاء كثر، خصوصاً أنها وفرت عليهن الكثير من المعاناة التي كانوا يواجهونها في التجهيز لحفلات الزواج، إضافة إلى أن الشركة تديرها نساء سعوديات، ملمات بواقع المجتمع السعودي وطلبات الحفلات السعودية.
تقول مديرة الشركة سارة آل الشيخ، وهي ابنة صاحبة الفكرة: «الشركة فتحت آفاقاً جديدة للمرأة السعودية في مجال لم يكن مطروقاً من قبل على رغم حاجة المجتمع لمثل هذه الخدمات. بدأت والدتي المشوار، وأنا اليوم أكمله، وكان لانشغالها بعملها في التدريس في الجامعة، دور في تسلمي دفة الإدارة، خصوصاً أن طبيعة عمل الشركة يستلزم الكثير من الوقت والجهد المضني».
وعن الكفاءات النسائية التي تعمل في الشركة تقول: «المرأة السعودية تمتلك قدرات وفعاليات في الأداء مذهلة، لكن إذا فتح المجال أمامها، وهي مؤهلة لإدارة أي نشاط أو استثمار، وتفوق الآخرين بمعرفتها لواقع بيئتها ومدى حاجاته وكيفية التعامل مع إشكالاته، لذلك تستعين الشركة بالعمالة الوطنية النسائية المميزة في جميع مراحل العمل، وكلهن يملكن مهارات وكفاءة لازمة لضمان أفضل أداء ممكن، خصوصاً أن العاملات لدى الشركة متحمسات لفكرة وجود نشاط نسائي سعودى 100 في المئة، لذا يعطين أفضل ما عندهن».
وعن مشاريعهن، تقول سارة آل الشيخ: «إن كلفة حفلة الزواج في السعودية قد تصل إلى مليون ريال»، ومن خلال تعاملها مع مختلف الطبقات تقول: «إن هناك من يحبون الإسراف والبذخ، وهناك من يملكون المال لكن أفراحهم لا تتجاوز المتعارف عليه عند الطبقة المتوسطة».
شركة تجهيزات حفلات الأعراس التي تديرها آل الشيخ فتحت لبعض النساء في السعودية آفاقاً جديدة للعمل، مثل: التصوير النسائي، المكاتب السياحية النسائية، مراكز تعليم المهارات المختلفة، تعليم الخياطة، تصميم الديكورات وسواها.