الأزمة العالمية تهوي بأرباح الأمير الوليد بأكثر من النصف هذا الصيف

انخفضت الأرباح التشغيلية لشركة المملكة القابضة التي يرأسها صاحب السمو الأمير الوليد بن طلال بصورة كبيرة هذا العام بسبب الأزمة المالية العالمية إلا أن الأمير الوليد تمكن من تعويض خسائره وإدارة الأزمة التي تعرضت لها الشركة من خلال رفع صافي دخل الشركة بعد عمليات بيع موسعة لأصول إستثمارية.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه شركة المملكة القابضة، عن ارتفاع صافي الدخل الموحد للشركة بنسبة 11.6 في المائة للأشهر التسع الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، أعلنت أيضاً عن تراجع أرباحها التشغيلية.

وأعلنت شركة المملكة القابضة عن تحقيق صافي دخل موحد للأشهر التسعة من عام 2008، قدره1.065 مليار ريال مقارنة بـ 954 مليون ريال عن الفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة قدرها 11.6 في المائة.

وقالت الشركة في بيان صحفي أن انخفاض تكاليف التمويل والضرائب ساهم في ارتفاع صافي الدخل للتسعة الأشهر الأولى من العام الحالي إلى 1.065 مليار ريال.
وانخفضت الأرباح التشغيلية (الدخل من الأعمال الرئيسة) للشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام إلى 1.892 مليار ريال مقارنة بـ 2.584 مليار ريال بالفترة ذاتها من العام الماضي مسجلة نسبة انخفاض كبيرة قدرها 26.8 في المائة.

وخسر الوليد كثيراً خلال فترة الصيف لهذا العام إذ تراجعت الأرباح التشغيلية للربع الثالث من عام 2008 إلى 422 مليون ريال مقارنة بـ 871 مليون ريال عن الفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة انخفاض مقدارها نحو 51.6 في المائة.

وأوضحت الشركة في البيان أن الانخفاض في الربح التشغيلي يعود بشكل أساسي لانخفاض التوزيعات من الاستثمارات الأجنبية وزيادة المصاريف الإدارية والعمومية لبعض الشركات التابعة.

ولم تتمكن الشركة من رفع أرباحها التشغيلية كثيراً بالرغم من التحسن الملحوظ في التوزيعات من إستثمارات الشركة في السوق المحلية السعودية.

وحافظت الشركة على أرباحها التشغيلية من خلال بيع بعض الاستثمارات الفندقية، إضافة إلى المكاسب المحققة من بيع بعض الاستثمارات في محفظة الشركة.

ومرت استثمارات المملكة القابضة في الأسواق الأمريكية هذا العام بوقت حرج بسبب انهيار القطاع المصرفي الأمريكي وتراجع سوق الأسهم الأمريكية وهما يشكلان ثقلاً كبيراً في محفظة الشركة الإستثمارية.

والوليد بن طلال هو أكبر مستثمر فردي في مجموعة "سيتي جروب" الأمريكية المضطربة والخسرانة، والتي تعتبر أحد أكبر المؤسسات المالية في الولايات المتحدة.

وكان الوليد قد أعلن بعد أيام قلائل من إفلاس بنك "ليمان برذرز" الأمريكي أنه لن يزيد من إستثماراته في السوق الأمريكية المضطربة ولن يستثمر في البنوك الأمريكية، وسيزيد من إستثماراته في السوق السعودي.

وفيما يتعلق بالربع الثالث من هذا العام إرتفع صافي الربح الموحد للربع الثالث من 2008 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة طفيفة جداً تكاد لا تذكر وهي 0.2 في المائة.

ولم تضيف الشركة سوى مليون ريال إلى صافي ربحها الموحد في الربع الثالث من هذا العام ليرتفع إلى 226 مليون ريال مقارنة بـ 225 مليون ريال عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأعرب الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة الشركة عن سعادته بالنتائج التي تحققت في الربع الثالث لعام 2008 والتي تظهر زيادة بنسبة 12 في المائة تقريبا عن نتائج الفترة ذاتها للعام الماضي.

وقال في البيان " على الرغم من كون أسواق المال العالمية تمر بأزمة كبيرة واستثنائية تعتبر الأصعب منذ 100 عام، إلا أن قوة "المملكة القابضة" بمديريها التنفيذيين ما زالت مصممة على تحديد الفرص الاستثمارية التي في المقابل ستزيد من قيمة حقوق المساهمين من حيث العوائد الحالية والقيمة على المدى البعيد".

وأضاف الأمير الوليد بن طلال "إننا سعداء بنتائج شركة المملكة وبمشاريعنا العقارية العملاقة في السعودية التي جعلت منا أحد أهم المطورين العقاريين في العالم."

وكان الوليد قد أعلن عن إطلاق مشروع عقاري ضخم في جدة قبل أكثر من أسبوعين سيضم برجاً طوله 1000 متر متجاوزاً برج دبي الذي يعد الأطول حالياً في العالم.