الأمطار تغيب طلاب مدارس وتقطع الكهرباء

شهدت عدد من المناطق والمحافظات فجر أمس أمطارا تراوحت بين المتوسطة والغزيرة سالت على إثرها الشعاب والأودية واكبها تحذيرات أطلقتها مديريات الدفاع المدني في المناطق تدعو لتجنب مجاري الأودية والابتعاد عن التنزه بالقرب منها واتباع وسائل السلامة.
وفيما تسببت الأمطار في حوادث مرورية بتنومة والنماص، كانت وراء انهيارات صخرية على طرق في جازان وأدت إلى تغيب طلاب القنفذة، كما تسببت في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، ولجوء بعض مدارس المدينة المنورة إلى إلغاء طابور الصباح.
ففي العاصمة المقدسة، تابع أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أمس الأوضاع في محافظة القنفذة إثر هطول أمطار غزيرة عليها أمس من خلال اتصالاته بمسؤولي المحافظة، مطالبا برفع تقارير عاجلة عن الوضع.
وكانت الأمطار تسببت في قطع التيار الكهربائي عن قرى مركز حلي على فترات تعدت الساعتين، بينما تسببت في غياب طلاب مدارس مركز دوقة.
ومنعت معلمي مدارس القطاع الساحلي الغربي من مركز حلي من الذهاب إلى مدارسهم بعد أن فضل البعض السير على الأقدام للوصول إلى أقرب نقطة.
وشملت الأمطار مراكز وقرى محافظة القنفذة في حلي والقوز والقنفذة ودوقة والمظيلف.
وشهدت العديد من مدارس دوقة حالة غياب تام، فيما شهدت مدارس القنفذة انخفاضا ملحوظا في نسبة الحضور، كما نجت أكثر من 50 طالبة بعد انحراف الحافلة التي أقلتهن من بلدة كياد للذهاب إلى مدرستهن في الصفة، واطمأن مدير التربية والتعليم للبنات بالقنفذة الدكتور محمد الزاحمي على أحوال الطالبات، مؤكدا أنه لم تصب أي طالبة بسوء سوى بعض حالات الفزع.
وتسببت الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي عن مركز حلي منذ الساعة الرابعة صباحا إلى الساعة التاسعة والنصف وعلى فترات، ولم تنتظم إلا في الساعة العاشرة والنصف.
وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني بالقنفذة العقيد حسن بن علي القفيلي أن هناك استعدادا مسبقا لأي طارئ مشيرا إلى أن وحدات الأمن والسلامة والإنقاذ في مراكز الدفاع المدني في كل من حلي والقوز والقنفذة والمظيلف ودوقة والعرضيات على أهبة الاستعداد لجميع ما يطرأ على الوضع العام.
وشهدت منطقة جازان أمس أمطارا تدفقت على إثرها السيول وتوقفت الحركة المرورية مؤقتاً على كبري سمرة، كما تساقطت الصخور على طرق القطاع الجبلي.
وقال مدير عام الطرق والنقل بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي إن الطرق الجبلية في كل من محافظة الريث وطرق قرى محافظة الداير بني مالك شهدت تساقط صخور، والعمل جار على إزالتها، مشيراً إلى أنه تمت إزاحة المياه من كبري سمرة على طريق "الدرب - بيش" الذي تعطلت فيه الحركة المروية لفترة مؤقتة، حيث عادت إليه الحركة.
وأوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الملازم حاتم النمري أن سيولاً تدفقت في أودية كل من غوان ـ الحقو ـ عرمرم، ووصلت كميات المياه إلى أعلى كبري سمرة على طريق الدرب بيش، وتتواجد فرق من السلامة بالدفاع المدني بالقرب من هذا الكبري ووادي عرمرم لتحذير قائدي السيارات والمشاة من عبور هذا الكوبري والوادي إلا بعد أن يقل تدفق السيل ويقل منسوب المياه خوفا على سلامتهم.
وأفاد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور محسن الطبيقي بأن هناك خطة طوارئ بجميع مستشفيات المنطقة خاصة بظروف السيول التي تجتاح المنطقة هذه الأيام ونحن في حالة استعداد تام لمواجهة هذه الظروف ووضع الاحتياطات اللازمة لمواجهتها، فيما ذكر مدير إدارة الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة عبداللطيف عقيل أن السماء ملبدة بالغيوم ويتوقع هطول أمطار خلال اليومين المقبلين على جميع أنحاء المنطقة وهذه الأمطار الموسمية ناجمة عن امتداد منخفض السودان.
من جانبه أوضح مدير فرع الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الدكتور محمد السيد أن فرق الهلال على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ يحدث. وشهدت محافظة فرسان أمطارا غزيرة يوم أمس. من ناحية أخرى هبت عاصفة ترابية على منطقة جازان مغرب أمس.
وفي الطائف، شهدت المحافظة وضواحيها أمس أمطارا غزيرة، شملت عددا من الأحياء منها الحويه والحلقة الشرقية والغربية وشبرا، سال على إثرها عدد من الأودية والشعاب. كما شهدت قرى الريع والحراضة وهجرة سامودة أجواء غائمة مبشرة بهطول أمطار. وقد اتخذت إدارة الدفاع المدني بالطائف كافة الاستعدادات تحسبا لأي طارئ. كما قامت بعض إدارات المدارس في المناطق النائية بصرف طلابها في أول اليوم الدراسي خشية تعرضهم لأي أضرار.
وفي المدينة المنورة هطلت أمس أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية على المنطقة وضواحيها تسببت في عرقلة السير في عدد من المناطق والقرى، وكذلك تراكم المياه في عدد من الطرقات ما اضطر الكثير من المواطنين إلى التوقف حتى تخف حدة الأمطار التي شملت قرية العوشزي وعرجاء والنخيل والمروة والمليليح وكذلك قرية الحسو ومركز طلال وكشر وغيرها وسالت على إثرها بعض الأودية الصغيرة ومنها وادي ساحوق وسويحق ووادي النحيتة وغيرها.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة المنورة في إعادة تكوين المستنقعات المائية في الطرق مثلما حدث في الأعوام الماضية، وكذلك إلغاء الطابور الصباحي للطلاب في بعض المدارس خصوصا وأنها كانت مصحوبة برعد وبرق شديدين.
وأكد نائب الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة الرائد فهد المحمدي أن الإدارة قامت بإعداد العديد من النشرات والمطويات المتعلقة بإرشادات توعوية عن مخاطر الأمطار والسيول والتي تأتي مع حلول فصل الشتاء وغزارة الأمطار مما قد يتسبب في تكوين المستنقعات والسيول الجارفة التي قد ينجم عنها خسائر في الأرواح والممتلكات نتيجة للغرق وجرف السيول لها.
وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني بالمدينة العقيد علي بن عطا الله العتيبي أن سلامة المواطنين والمقيمين هي هدف يسعى الدفاع المدني لتحقيقه للمحافظة على الأرواح والممتلكات مؤكداً حرص الدفاع المدني الشديد على نشر الوعي الوقائي بين المواطنين والمقيمين. ودعا الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب المخاطر المحتملة من الأمطار.
وعلى صعيد متصل، هطلت منذ الساعات الأولى من صباح أمس كميات متوسطة من الأمطار على محافظة خيبر والمراكز التابعة لها، شملت مدينة خيبر وقراها ومركز الثمد ومركز الصلصلة، في حين حذر الدفاع المدني بخيبر المواطنين والمقيمين من الخروج في وقت الأمطار ومن الاقتراب من مجاري السيول والأودية والمرتفعات.
وفي عسير، شهد كل من مركز بللسمر وتنومة ومحافظة النماص شمال منطقة عسير هطول أمطار غزيرة في وقت مبكر من صباح أمس شملت عددا من القرى والأودية والشعاب وتسببت في انهيارات صخرية على طريق الطائف ـ أبها السياحي وكذلك حوادث مرورية متفرقة إثر الأمطار التي مازالت مستمرة حتى إعداد هذا الخبر.
وشرعت كل من بلدية بللسمر وتنومة والنماص ووزارة النقل والمؤسسات المنفذة لطريق الطائف ـ أبها السياحي والجهات الأمنية إلى متابعة الطرق الرئيسية وإزالة الانهيارات الصخرية التي سببت في إعاقة السير ووقوع حوادث مرورية.
إلى ذلك أكد رئيس بلدية تنومة مصلح بن صالح العلياني بأنه تم كوين فريق عمل وتدريبهم في كيفية التعامل مع صيانة الطرق والشوارع داخل وخارج المدينة. فيما أدى انقلاب شاحنة في مركز بللسمر إلى إغلاق طريق الطائف ـ أبها السياحي عن عابريها.
وتلقت غرفة عمليات الدفاع المدني في المركز بلاغ عن احتجاز شخص في وادي جفن في شمران وعلى الفور انتقلت الفرقة بقيادة رئيس المركز الرقيب يعن الله الغامدي ورئيس قسم السلامة وكيل رقيب حسن القرني إلى الوادي وتم استخراج المحتجز وهو يمني مقيم بالمنطقة.
وحالت السيول دون وصول عدد من الطلاب إلى مدارسهم في العرضية الجنوبية حيث أغلقت مدارس ثريبان وآل كثير وسبت شمران، فيما تعذر وصول معلمين من أبناء العرضية الجنوبية الى مدارسهم التي تتبع إدارة تعليم محايل عسير.
ودعت مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير جميع المواطنين والمقيمين في بيان وزعته أمس إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر وعدم السير في الأودية أثناء الأمطار بالإضافة إلى عدم افتراش بطون الأودية بهدف التنزه لاسيما هذه الأيام التي تعتبر من مواسم هطول الأمطار حيث يكثر سقوطها مما ينتج عنه جريان الأودية.
كما حذرت المديرية من مخاطر السباحة في مواقع تجمع المياه في الأودية بما يعرف بالغدران والسدود الضحلة والتي تعد خطرا يهدد سلامة ممارسي هواية السباحة ولاسيما صغار السن.
وفي بللحمر هطلت الأمطار على مواقع متفرقة سالت على أثرها العديد من الأودية والشعاب فيما لا تزال السماء ملبدة بالسحب الكثيفة ولا يزال هطول الأمطار مستمراً على أنحاء متفرقة حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
فيما أخذ الضباب الكثيف يتكون على أعالي قمم جبال السروات مما يتطلب أخذ الحيطة والحذر عند قيادة السيارات والمركبات والعمل على صيانة مصابيح الإنارة والإشارات الضوئية والتحذيرية.
وفي محافظة المجاردة هطلت بعد فجر أمس أمطار متوسطة على المحافظة وعدد من المراكز التابعة.
وفي القصيم، شهدت مدينة بريدة وبقية محافظات المنطقة كالبكيرية ورياض الخبراء أمطاراً تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، استمر هطولها من الفجر حتى قبيل مغرب أمس، حيث تركزت على شرق مدينة بريدة شاملة عين ابن فهيد والربيعية والشماسية والهدية وعسيلان والطرفية وأم حزم، سالت على إثرها الكثير من الأودية والشعاب.
وتزامن مع أمطار القصيم استنفار كافة الأجهزة الحكومية المعنية لمواجهة ما قد تسببه من تعطيل لحركة السير أو حدوث بعض الحوادث وحالات الاحتجاز في الأودية وفي المستنقعات المائية، حيث حذرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم المواطنين والمقيمين من خطورة استخدام أجهزة الاستقبال وخاصة الهواتف الجوالة أثناء حدوث الرعد والصواعق وهطول الأمطار كون هذه الأجهزة ذات قدرة عالية في جذب الشحنات الكهربائية التي تحملها الصواعق ما يعرض مستخدميها لإصابات قد تصل إلى الوفاة.
وأكد مدير الدفاع المدني بالقصيم العميد فهيد الفايدي أن هناك غرفة عمليات مجهزة لاستقبال البلاغات، مطالبا المواطنين بالحذر من المغامرة بقطع وعبور الأودية والشعاب.
كما بين مدير إدارة مرور منطقة القصيم العقيد عبدالعزيز الخلف في تصريح لـ "الوطن" أن إدارته لديها خطة متكاملة في أوقات هطول الأمطار على المنطقة من خلال توجيه دوريات المرور إلى مواقع تجمع مياه الأمطار وعلى الطرق التي تشهد حركة مرورية كبيرة من قبل السيارات إضافة إلى التقاطعات المهمة في حال تعطل الإشارات المرورية.
وذكرت الرئاسة العامة للارصاد ان الحالة الجوية في المنطقة الشرقية تشهد اليوم ويوم غد تشكيل كتل من السحب مع فرصة كبيرة لهطول الامطار متوقعة ان يكون طقس المنطقة خلال اليومين القادمين غائما مع هطول امطار متفرقة . وتوقعت مصادر الارصاد الجوية ان تشهد الدمام والخبر والقطيف أمطارا متوسطة وخفيفة خلال الفترة القادمة حتى نهاية الاسبوع التي يتوقع ان تكون نسبة الامطار خلالها اعلى . وأشارت الى احتمالية هطول الامطار بنسبة كبيرة لم تشهدها المنطقة منذ عشر سنوات وعلى كافة محافظات المنطقة خاصة الشمالية حفر الباطن والخفجي والنعيرية حيث تشهد اجواء غائمة وممطرة خلال ايام الاسبوع. وأكد الناطق الاعلامي للدفاع المدني بالمنطقة المقدم منصور الدوسري تجهيز قوارب بمختلف مراكز الدفاع المدني التابعة للادارة لمواجهة احتمالية أي طوارئ قد تحصل اثناء هطول الامطار . محذرا من احتمالية الأخطار المصاحبة لهطول الامطار وضرورة توخي الحيطة والحذر .
كما دعا الى الابتعاد عن أماكن تجمع الامطار وعدم المغامرة في القيادة اثناء هطول الامطار الغزيرة.
وكانت ادارة الدفاع المدني قد انهت كافة استعداداتها لاستقبال موسم الشتاء بوضع مجموعة من الخطط التوعوية والوقائية التي تهدف الى الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات وبدأت في تنفيذها منذ وقت مبكر .
كما اعتمدت امانة المنطقة الشرقية خططا لمواجهة الظروف المصاحبة لموسم الشتاء مطالبة الجهات المرتبطة بالخدمات البلدية بحشد طاقاتها والمعدات والآليات والأجهزة اللازمة والتأكد من صلاحية عمل الأجهزة وسلامة محطات ضخ مياه الأمطار وجاهزية كافة الفرق المختصة والميدانية والالتزام بالخطط التي تم اعتمادها لمواجهة هذه الظروف .
كما شددت الامانة على وكلاء التعمير والمشاريع والخدمات والبلديات ورؤساء البلديات الرئيسية والفرعية والمجمعات القروية بالمنطقة الشرقية على ضرورة التجهيز والاستعداد المبكر لمواجهة الأمطار في المنطقة .
ونوهت الى ضرورة الاستفادة من كافة الملاحظات التي سبق طرحها ومناقشتها في خطة العام الماضي مع أهمية الاستفادة من غرفة العمليات التي جرى تخصيصها لمثل هذه الظروف على مدار الساعة ومقرها أمانة المنطقة الشرقية وخط الطوارئ (940) .
واكدت مصلحة المياه بالمنطقة جاهزيتها لمواجهة الظروف الطارئة خلال موسم الشتاء ومساندتها الجهات الاخرى في حال وقوع أي طوارئ خلال هطول الامطار مشيرة الى جاهزية الوايتات لسحب المياه المتجمعة في مختلف المواقع .