القاهرة: في ثاني قضايا التحرش الجنسي التي وصلت للمحاكم وذلك خلال أسبوعين، قتلت سيدة صعيدية شابا بعد أن دخل غرفة نومها خلسة محاولا اغتصابها.
قاومته بالفأس حتى أجهزت عليه، ثم أحرقت جثته في فرن منزلها، وقالت للنيابة إنها قتلته دفاعا عن الشرف ولم تجد غير هذه الطريقة بعد أن رأت إصراره على مواقعتها جنسيا.
وقضت محكمة استئناف قنا (600 كم جنوب القاهرة ) الإثنين 3 -11 -2008 بسجن السيدة وتدعى سهير أحمد محمد 15 يوما على ذمة التحقيقات.
وكان قاضى المعارضات بمحكمة قنا الكلية قرر الإفراج عنها السبت الماضي معتبرا أن الجريمة هي مجرد دفاع عن الشرف، وقال المركز المصري لحقوق المرأة إنه بصدد إرسال محام للدفاع عنها.
يذكر أن محكمة في القاهرة قضت في الـ21 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حبس السائق شريف جبريل ثلاث سنوات، بعد أن تمكنت مخرجة الأفلام الوثائقية نهى رشدي من مطاردته عقب إمساكه بصدرها في ضاحية مصر الجديدة، وأثارت هذه القضية ردود فعل واسعة لكونها أول حالة تبلغ فيه امرأة في مصر عن تحرش جنسي تعرضت له وتصر على تقديمه للمحاكمة.
وحول أسباب الحكم على السيدة الصعيدية رغم أنها كانت في حال دفاع عن الشرف بعد اقتحام القتيل لغرفة نومها، قال مصدر قضائي لـ"العربية.نت" إن المحامي العام استأنف حكم براءتها لسببين، أولهما الحفاظ على حياتها من عائلة القتيل خوفا على حياتها وقتلها ثأرا، والسبب الثاني هو أن هناك شق التمثيل بالجثة، فرغم أن الجريمة تمت دفاعا عن الشرف، إلا أن القانون لا يبيح التمثيل بالجثة مهما كانت الأسباب".
تصدت له بفأس وقتلته
وكانت النيابة العامة قد وجهت لسهير أحمد محمد 41 -عاما- تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأمرت بحبسها على ذمة التحقيق.
تعود وقائع القضية حينما حاول شاب تسلق سور منزل "سهير" ووصل إلى غرفة نومها ووجدته أمامها، فارتبكت وقاومته قدر استطاعتها حتى يئس وفر هاربا، لكن الشاب عاد مرة أخرى وحاول الاعتداء عليها جنسيا، إلا أنها تصدت له بفأس وداهمته بضربة قاضية فارق على أثرها الحياة.
وقررت "سهير" التخلص من الجثة بحرقها ودفنها، فقامت بقطعها نصفين وضعتهما في فرن الخبز بالمنزل، ثم أشعلت النيران فيهما حتى طمست ملامح الجثة.
وأمام نيابة مدينة دشنا اعترفت السيدة بقتل جارها الذي حاول اغتصابها حسب قولها في تحقيقات النيابة، وأضافت "حاول الشاب سابقا اقتحام منزلي لكنى قاومته، ثم عاد مرة أخرى وفي هذه المرة كان الشاب مصرا على اغتصابي فلم أجد سوى فأس زوجي فضربته بها حتى فارق الحياة".
وأضافت "لم أجد سوى هذه الطريقة دفاعا عن شرفي".
وحتى هذه اللحظة لم تقم عائلة الشاب القتيل سرادق العزاء، وهذا معناه في تقاليد الصعايدة أنهم سيثأرون له.
ومن جانبها قالت ناهد شحاتة باحثة في المركز المصري لحقوق المرأة لـ"العربية.نت" إن المركز يدرس القضية بكل أبعادها لإيفاد محام من المركز لمساعدتها نظرا لحالتها الحرجة.
واعتبرت ناهد شحاتة أن الحفاظ على حياة السيدة من الثأر وقتلها هو الذى يشغلنا الآن.
وأوضحت فى تعليقها على ما حدث "بأنه مؤشر للحراك الاجتماعي في مصر بشأن قضايا التحرش الجنسي حتى على مستوى المسؤولين الأمنيين".