شاعر سعودي يتهم الهيئة بمهاجمته بسبب قصيدة تحوي سحرا

رشدي الغدير يؤكد احتجازه في مركز تابع للهيئة

الدمام- إيمان القحطاني

تعرض شاعر سعودي لهجوم في مقر عمله من قبل 4 أشخاص اصطحبوه إلى مقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بتهمة نشر نصوص كفرية تضمنت طلاسم سحرية.

وقال الشاعر رشدي الغدير الدوسري لـ"العربية نت" إن 4 أشخاص أتوا إلى مقر عمله في إحدى الشركات بمدينة الدمام صباح الثلاثاء الماضي، واقتادوه إلى مركز الهيئة في ذات المدينة بعد مشادة كلامية أدت إلى تبادل اللكمات.

وكان الغدير قد قام بنشر نص أدبي بعنوان"شعوذة شعرية" معتمدا فيه على كتاب شمس المعارف للسحر لمؤلفه أبو العباس البوني، وقال: "قمت بتوظيف مقطع من الكتاب ضمن النص، ووضعت تحذيرا يؤكد على الضرورة الشعرية، وناقل الكفر ليس بكافر كما تقول القاعدة الفقهية".

وتابع الغدير: "أثناء تواجدي في عملي تلقيت اتصالا من رجل الأمن بالشركة يخبرني أن هناك عدد من الأشخاص في الأسفل يريدون التحدث معي ما أثار دهشتي"، مبينا أن الأشخاص - بعد رفضه النزول إليهم - صعدوا إلى مكتبه في الدور الثاني وبرفقتهم رجل الأمن.

وقال الغدير إنه فوجئ بـ 3 أشخاص ضخام الجثة ملتحين وليس برفقتهم عسكري كما جرت عليه العادة، وكان هناك رجلا رابعا ينتظرهم في سيارة GMC ، "قام أحدهم باقتيادي من يدي قائلا: "تعال معنا يا فاسق يا زنديق يا أبا العاهرات". وأوضح الشاعر أن سبب امتناعه عن الاتصال بالشرطة في حينها جاء منعا للفضيحة في مقر عمله.

وأضاف: "قام أحدهم بضربي فرددت عليه بلكمة، وحين شعرت أن مشكلة ستصيبني في مكان عملي خرجت معهم إلى مركز هيئة الدمام المجاور للسكة الحديد".
تعهد بعدم الكتابة

وأثناء تواجد الغدير في مركز الهيئة قام عدد من الأشخاص بعرض مجموعة من قصائده المنشورة على شبكة الانترنت عليه، متهمين إياه بـ"نشر الكفر البواح والطلاسم السحرية مع التعدي على الذات الإلهية"، وقال: "حاولت مقابلة أي شخص مسؤول هناك ولكن لم يتسن لي ذلك، كما أخبرتهم أن تلك النصوص تحتاج إلى تحليل فني وليس ديني و أن ناقل الكفر ليس بكافر".

وذكر الغدير أن الأشخاص أصروا على موقفهم ما استدعى بقاءه في المركز لأكثر من 8 ساعات متواصلة مع منعه من استخدام الهاتف، مؤكدا في ذات السياق أن الأشخاص لم تكن لديهم شارات رسمية على صدورهم، وأنهم"كانوا بانتظار شخص لتسليمي له إلا انه لم يحضر ويبدو أن خلافا حدث بينهم بخصوص وضعي".

وأكد الشاعر أن هؤلاء الأشخاص أجبروه على كتابة تعهد تم إملاؤه عليه، يتضمن إقرارا بالتوقف عن كتابة الشعر الإباحي والكفري المصاحب لطلاسم من السحر، إضافة للتعهد بعدم الكتابة على الانترنت، والامتناع عن ذكر هذه الواقعة. وقال: "بالطبع وقعت على الورقة لأتخلص من الأزمة".

وفي صباح اليوم التالي، تقدم الغدير بشكوى رسمية لدى شرطة جنوب الدمام، وذهب إلى مركز هيئة الدمام للبحث عن الأشخاص الذين قاموا بمهاجمته بمقر عمله، ولكن المسؤولين هناك نفوا رسميا وجودهم.

ويؤكد الشاعر أن الأشخاص الذين هاجموه من "المتعاونين مع الهيئة" مشيرا إلى أنه يجهل أسماؤهم، وليس لديه قرائن على أنهم من موظفي الهيئة الرسميين.

ويذكر أن تعليمات صدرت لكافة عناصر الهيئة ممن يمارسون العمل الميداني بوضع بطاقات العمل في مكان ظاهر يتيح للمواطنين التحقق من هوياتهم.

وكانت وزارة الداخلية السعودية قد فرضت على الهيئة قيودا تتعلق باحتجاز الأشخاص والتحقيق معهم، مشددة على أن دور الهيئة ينتهي فور القبض على الشخص وتسليمه للشرطة، وأن إجراء الاستجواب والتحقيقات منوط بالجهات الأمنية. وجاء ذلك إثر تجاوزات ارتكبها متعاونون مع الهيئة.

وشددت التعليمات الصادرة في هذا الصدد على عدم جواز احتجاز أي شخص في مراكز الهيئة.

وبين الغدير أنه مازال بانتظار أي رد رسمي على الشكوى التي تقدم بها إلى الجهات المسؤولة، مؤكدا على ضرورة إيجاد رؤية شرعية متسامحة مع الكتابة الشعرية، باعتبار أنه "يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره، كما أن التحليل الأدبي مختلف عن تفسير النص الديني".

وحاز "الغدير" خلال العام الحالي على جائزة الأدب المعاصر في مهرجان مدينة وارسو البولندية عن فئة الشعر بقصيدته"شهادة سرير"، كما شارك بالعديد من الأمسيات الشعرية داخل السعودية وخارجها.