"فياغرا اليمن" العسل الدوعني يوشك على الانقراض إثر السيول

السيول ضربت مزارع النحل في اليمن

صنعاء – جلال الشرعبي

يواجه العسل اليمني (الدوعني)، الذي ذاع صيته في العالم، تهديدا بالانقراض هذا الموسم، بعد أن جرفت السيول والفيضانات، التي منيت بها محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن مؤخراً مزارع النحل المنتشرة على طول جانبي وادي دوعن، حيث يوجد أجود وأغلى أنواع العسل اليمني، والتي يعتبرها البعض بمثابة "فياغرا طبيعية".

ويكتسب العسل الدوعني شهرته منذ القدم، إذ تشتهر منطقة دوعن بمحافظة حضرموت بأوديتها الثلاثة (وادي دوعن - وادي العين - ووادي عمد) بإنتاج أفضل أنواع العسل وأفضلها، وخاصةً عسل السدر، الذي يصدر إلى خارج اليمن وخصوصاً إلى دول الخليج.

وقال النحال أحمد هادي، الذي كان يملك 800 خلية نحل موزعة على الجانب الأيمن لوادي دوعن، "للعربية.نت"، إنه كان ينتظر موسم العسل الذي سيدر عليه أموالا طائلة، إلا أن السيول فاجأته وجرفت ابنه أيمن 16 سنة وأحد عماله، وكتب له الله حياة جديدة وغادر إلى الحديدة حيث استقر وأسرته.

وأضاف أنه حاول تقديم طلب عند عودته مع متضرري السيول للتعويض، "ولكنهم أخبرونا بأن الأولوية لأبناء محافظة حضرموت".

وبلغت عدد خلايا النحل التي جرفتها السيول نحو 37.105 خلية نحل بحسب البلاغات المقدمة لمراكز الشرطة بدوعن، ومعظمها لأشخاص من خارج المحافظة. وجرفت السيول العديد من النحالين ومساعديهم، وتم انتشال بعضهم، ولقي آخرون حتفهم، ولا يزال عدد منهم في عداد المفقودين.

وتقدر القيمة الإجمالية للعسل المصدر من حضرموت بنحو مليارين ومائتين وخمسين مليون ريال، أي ما يعادل أحد عشر مليونا ومائتين وتسعين ألف دولار، وبنسبة 26% من إجمالي إنتاج العسل في اليمن.

ويسود اعتقاد لدى اليمنيين بأن العسل الدوعني بمثابة فياغرا طبيعية، ويستخدمها المقبلون على الزواج قبل الزفاف، ويقدمه البعض سواء كوجبة في مناسبة أو مكرمة لضيف أو هدية لعزيز، تأكيدا على فوائده الصحية أيضا باعتباره شفاءً لكل داء.

ومن جانب آخر، قال تجار عسل إن ما أحدثته كوارث السيول في حضرموت ومدن أخرى سترفع أسعار العسل خلال الموسم القادم إلى الضعف، ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من العسل الحضرمي إلى 10 آلاف ريال (حوالي 50 دولار)، وتتفاوت الأسعار بحسب اختلاف المراعي ومصادر الرحيق وكمية العسل المنتج.

ويعتبر عسل السدر الذي يجنى عادة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، من أجود الأنواع وأغلاها سعرا ويخصص للتصدير.

وما يميز النحالة في حضرموت واليمن عموما هو اعتمادهم على الرحلة والتنقل بخلايا النحل من واد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، سعيا وراء المراعي الجيدة لنحلهم.

ويعتبر الغطاء النباتي البري من أشجار الغابات والجبال والأعشاب والشجيرات المصدر الرئيس للأنواع عالية الجودة من العسل مثل الدوعني، والمربعي، والحبضة، والسمرة، والمراعي.