الفلسطينيون يحيون الذكرى الرابعة لغياب عرفات بظل انقسام حاد

رام الله (الضفة الغربية ) - ا ف ب

أحيى آلاف الفلسطينيين الثلاثاء 11-11-2008 في الضفة الغربية الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, في أجواء انقسام غير مسبوق بين حركتي فتح وحماس.

وتدفقت الحشود الى المقاطعة, المقر العام للسلطة الفلسطينية في رام الله, للمشاركة في أحياء الذكرى.

وشن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب القاه في الاحتفال هجوما غير مسبوق على حركة حماس متهما اياها بأنها "تعطل الحوار الفلسطيني لصالح أجندات إقليمية".

وسارعت حماس إلى الرد من غزة, متهمة عباس بـ"التفريط بالمقاومة والارتماء في أحضان المحتل الصهيوني".

وقال عباس "لقد أضاعوا الفرصة للحوار وهنا اتحدث عن قيادة حركة حماس". وأضاف أن "حماس تعطل الحوار الفلسطيني لصالح أجندات إقليمية". وطالب "العرب والجامعة العربية بأن يقولوا كلمتهم حول من عطل الحوار" الذي كان من المفترض أن يجري في القاهرة.

وأرجئ الحوار بين الفصائل الفلسطينية الذي كان مقررا ان يبدأ الاثنين في القاهرة بعد قرار حماس مقاطعته احتجاجا على اعتقال القوى الأمنية التابعة لعباس مئات من عناصرها.

عباس يتحدث عن المقاومة بينما يعمل على تصفية المقاومة والتفريط بالثوابت التي حوصر وقتل من أجلها ياسر عرفات
برهم

وأكد عباس أن الاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية "لا تعتقل أي إنسان لأنه يحمل أفكارا أيا كانت أو لأنه ينتمي لحزب وحتى لو جاء للمقاطعة لسب السلطة", مضيفا "لن نعتقل احدا لرأيه مهمى كان السبب وانما العبث بالأمن وتهريب الاموال وتبييضها جرائم لا نتساهل معها ولن نسمح لاحد بان يقترفها".

واشار الى ان "ما تدعيه حماس بهذا الخصوص حجج تعبر عن موقف نقيض لارادة ومصالح الشعب", معتبرا ان "هذه الادعاءات تمثل استمرارا لنهج الاقصاء والتكفير والتخوين والسيطرة, والاصرار على توظيف السلاح في قضايا الخلاف الداخلي وتكريس حالة الانقلاب والتجزئة بكل تداعياتها وانعكاساتها على المشروع الوطني".

وأكد أن السلطة الفلسطينية تواصل "دفع رواتب لأكثر من سبعة وسبعين ألف موظف بينما يأتي الآخرون بالمال والسلاح والمخدرات ويتاجرون بها".

ووجه خطابه إلى أهل قطاع غزة الذين لم يستطيعوا إحياء ذكرى زعيمهم التاريخي ياسر عرفات بسبب سيطرة حركة حماس على القطاع, وقال "يا أهل الإباء والعزة والصمود صبرا أهل غزة لن نتخلى عنكم وعن قطاعنا الحبيب (...) إن موعدنا معكم قريب وقريب جدا".

يا أهل الإباء والعزة والصمود صبرا أهل غزة لن نتخلى عنكم وعن قطاعنا الحبيب إن موعدنا معكم قريب وقريب جدا

وعرض عباس على حماس التوجه الى "انتخابات تشريعية ورئاسية او استفتاء اليوم قبل الغد", لكنه اضاف "انا اعرف انهم سيرفضون لانهم يخافون الشعب".

وشن المتحدث باسم حماس فوزي برهوم هجوما شديد اللهجة على الرئيس الفلسطيني, وقال إن عباس "يتحدث عن المقاومة (...) بينما يعمل على تصفية المقاومة والتفريط بالثوابت التي حوصر وقتل من أجلها ياسر عرفات".

وأضاف "هذه إساءة كبيرة للرئيس ياسر عرفات الذي تخلى عن دربه الرئيس عباس وارتمى في أحضان المحتل الصهيوني".

واعتبر برهوم أن خطاب عباس "اجوف ومليء بالمتناقضات (...) وليس خطابا وطنيا ولم يتحدث (فيه) كرئيس للشعب الفلسطيني بل تحدث بصفة حزبية مقيتة".

واكد ان عباس "افلس في احداث وقيعة بين حماس والفصائل الفلسطينية والدول العربية, وعندما اكتشف الجميع سوء نواياه ووضع على المحك الفعلي للحوار رفض الاستجابة للطلب المصري الملح باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من سجونه في الضفة الغربية".

وكانت هيئة العمل الوطني الفلسطيني التي كانت ستنظم في غزة مهرجانا في المناسبة, اتهمت الاثنين حماس بمنعها من اقامته.

وفي العام الفائت, قتل ثمانية فلسطينيين واصيب 130 اخرون برصاص الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة, بعدما اطلقت النار على متظاهرين في غزة اثر تجمع كبير في ذكرى عرفات.

وتوفي عرفات العام 2004 إثر اصابته بمرض غامض بعدما تمت محاصرته من جانب القوات الإسرائيلة لثلاث سنوات في المقاطعة في رام الله.

وقد حاصر الجيش الاسرائيلي عرفات داخل المقاطعة من ديسمبر/كانون الاول 2001 حتى نقله الى المستشفى نهاية اكتوبر/تشرين الاول 2004 في احدى ضواحي باريس حيث توفي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني في سن الخامسة والسبعين.