محكمة مصرية تحظر النشر عن قضية مقتل المغنية سوزان تميم

حظرت محكمة جنايات القاهرة الاحد 16-11-2008 على وسائل الاعلام النشر عن قضية المغنية اللبنانية سوزان تميم التي يحاكم فيها رجل الاعمال والنيابي المصري البارز هشام طلعت مصطفى بتهمة التحريض على قتلها، مما أثار غضب الصحفيين والإعلاميين.

وقال القاضي محمدي قنصوه رئيس المحكمة بعد مداولة رفعت خلالها الجلسة "قررت المحكمة... حظر نشر أي شيء عن القضية في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحظر تسجيل وقائع الجلسة عدا منطوق قرارات المحكمة وما يصدر من أحكام تمهيدية وكذا الحكم النهائي وأسبابه."

واتخذت المحكمة هذا القرار بصورة مفاجئة الأحد بسبب اعتراض المحامى رأفت عزيز مدعى بالحق المدنى على كتاب "براءة هشام من دم سوزان تميم" الذى ألفه سمير الششتاوى عضو هيئة الدفاع عن هشام طلعت، والصادر عن مركز العدالة القانوينة ووزعه على الصحفيين .

وفاجأ رأفت عزيز المحكمة بطلبه الكلمة حيث قال"إن كتابا تم توزيعه أمس واليوم من شأنه التأثير على قرارات المحكمة ويدعو لتعاطف الرأى العام مع هشام طلعت".

إلا أن سمير الششتاوى نهض مدافعا عن نفسه قائلا "هذا الكتاب تعبير عن رأيي الشخصى، وليس الغرض منه التأثير من قريب أو بعيد على القضية وكنت أنوى تقديمه إلى المحكمة ".

وطلبت النيابة العامة التحفظ على الكتاب وتطبيق المادة 77 من القانون بشأن منع كل ما من شأنه التأثير على الرأي العام، وطلبت المحكمة نسخة من الكتاب وبعد اطلاعها أصدرت قرارها بإخلاء قاعة المحكمة من جميع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، وحظر حضورهم وقائع الجلسات وأن يقتصر حضور الاعلاميين على سماع قرار المحكمة في نهاية كل جلسة فقط .
التحفظ على الكتاب

وقررت المحكمة أيضا التحفظ على الكتاب وقالت "إنه بعد الاطلاع على محتويات الكتاب، فإن مؤلفه دوّن محتويات لم تكن من اختصاصه وحاول الاجابة على سؤال مطروح أمام المحكمة، وهى عملية تخضع للمحكمة فقط ولا تخص أحدا سواها لأن هناك قوانين تخص المحكمة ولا تخص المتخصصين".

وقررت المحكمة أيضا إحالة الكتاب الى النيابة للتحقيق مع مؤلفه فيما ورد فيه.

من جانبه قال سمير الششتاوى مؤلف الكتاب لـ"العربية.نت ": ما زلت متمسكا بكل ما جاء فى الكتاب، وهذا رأى شخصى يتيحه لى القانون والدستور من منطلق حرية التعبير، ولم أقصد من هذا الكتاب التأثير على الرأى العام كما قالت النيابة، فالقضية المنظورة أمامها تهم بطبيعتها الجماهير المصرية والعربية، ومن الطبيعى أن تصدر من خلالها فعاليات اعلامية كبيرة، وهذا ليس أو ل كتاب يصدر عن القضية فهناك أكثر من مؤلف صدر منذ أن بدأت قصة مقتل سوزان تميم".

من جهة أخرى استمعت المحكمة صباح اليوم 16 -11 - 2008 الى أقوال الشاهد الأول في القضية المقدم سمير سعد ضابط بالانتربول المصرى الذى أكد أنه أجرى تحريات عن المتهم الأول، وبعد القبض عليه اعترف له بارتكابه جريمة سوزان تميم، وبعد اصطحابه الى مسكنه أرشد عن المبلغ الذى حصل عليه من هشام طلعت مصطفى وهو ال 2 مليون دولار.

كانت المحكمة قد بدأت ثانى جلساتها أمس السبت 15 -11 -2008 لفض أحراز القضية والاستماع الى النيابة العامة وطلبات المحامين وتم تأجيلها إلى اليوم الأحد لسماع بقية شهود الاثبات.