بحرينيات محجبات ومنقبات يجدن سوقا للعمل "فتيات إعلان"

المنامة- علي ربيع

يتزايد إقبال الفتيات البحرينيات على تصوير الإعلانات في ظل تسارع طلب الشركات التجارية المحلية والعالمية على اختيار وجوه محلية للترويج لسلعها.

ويتاح لكثير من الفتيات الاحتفاظ بحجابهن أو النقاب وهو الغطاء المشهور في منطقة الخليج الذي يغطي كل أجزاء الوجه ما عدا العينين أثناء تصوير الإعلانات.

ويقول علي بحر مدير التطوير التجاري في إحدى الشركات المتخصصة في الإنتاج التلفزيوني والاعلاني لـ"العربية نت" إن الشركات المعلنة "مستعدة لدفع أضعاف المبالغ التي تدفعها للأجانب لتصوير إعلانات يمثل دور البطولة فيها فتيات بحرينيات من مختلف الأعمار".

ويضيف أن الإقبال على المحجبات يزيد عن الإقبال على غير المحجبات لأن "المحجبات يعكسن الواقع الخليجي بلباس العباءة والخمار (النقاب)".

ويشير علي بحر إلى أن شركته والتي تملك فرعاً يعمل في المملكة العربية السعودية لا تواجه مشاكل في الحصول على ممثلات في الإعلانات في البحرين بخلاف الحال في السعودية.
طبيبة تروج لصحيفة

وتروي مريم حمد وهي موظفة تعمل بوزارة الصحة البحرينية كيف خاضت تجربتها الأولى في مجال تصوير الإعلانات، بعد أن تلقت عرضاً من إحدى الشركات لكي تؤدي دور طبيبة تروج لصحيفة حديثة الصدور.

تقول الشابة ذات البشرة السمراء لـ"العربية.نت" إنها وافقت على العرض لأن المنتجين "أرادوا فتاة ملامحها بحرينية ومتحجبة، والإعلان كان يروج لصحيفة جديدة وهو موضوع محترم جداً".

وعُلقت اللوحات الإعلانية على أعمدة الأنوار في عدد كبير من الساحات والشوارع. وتلقت الشابة البحرينية عشرات الاتصالات تستفسر فيما إذا كانت الصور المعروضة تخصها أو هي لفتاة تشبهها. وأشارت إلى أن "بعض الناس استنكر عليَّ هذا الفعل وبعضهم شجعني".

ورغم ترددها في البداية على الموافقة، لم تستشر الشابة أهلها قبل التصوير، وتقول "علمت أمي لاحقاً بموضوع الإعلان بعد نشره ولم ترفض لكنها غيرت وجهة نظرتها تماماً وعادت إلى معاتبتي بعد أن اصطدمت بإخوتي وبعد أن قاطعني أحدهم لعدة أيام".

وبالرغم من انفتاح البحرين التي يعيش فيها نصف مليون أجنبي من مجموع سكانها البالغ مليون نسمة تقريباً، إلا أن الكثير من البحرينيين ما يزالون يتحفظون على ظهور بناتهم في وسائل الإعلام.

وتعتقد فوزية زينل القائمة بأعمال مدير إدارة التلفزيون البحريني أن العائلات البحرينية بدأت تتقبل ظهور بناتها في التلفزيون. وتقول لـ"العربية.نت" إن فضائية البحرين لا تواجه مشاكل في الحصول على مذيعات ومقدمات برامج بحرينيات.
مذيعات محجبات بالتليفزيون

ولم تظهر فتيات محجبات في التلفزيون خلال السنوات القليلة الماضية بالرغم من عدم وجود قانون يمنع ذلك، لكن المحجبات بدأن بالظهور في البرامج المختلفة في الفضائية البحرينية حتى أن بعض المذيعات اللواتي تحجبن مؤخراً احتفظن بأمكانهن في القناة.

وتعتقد "زينل" أن "المرأة ملتزمة غالباً في المجتمع البحريني والخليجي وفضائيات المنطقة جزء من مجتمعها، وهذا يعني أن ظهور الإعلاميات المحجبات في التلفزيون أمر طبيعي".
ولا يتوقف "هوس" الشركات باختيار الفتيات حيث إنها تتجه أيضاً للبحث عن الشباب البحريني للترويج لسلعها، لكن هؤلاء لا يصطدمون بالمجتمع الذي ينظر أحياناً بارتياب لانتشار صور الفتيات أو العائلات حتى في المجلات الاجتماعية.

ويقول علي بحر إن شركة الإعلانات التي يمثلها صورت منذ بداية العام 2008 ما يقرب من 50 إعلاناً. وتدفع الشركة للممثلين والممثلات بين 130 إلى 3 آلاف دولار عن كل إعلان بحسب خبرة الفتاة أو الشاب في هذا المجال.

ويضيف إنه يلتقي العديد من الفتيات اللواتي يبدين استعدادهن للتصوير، ويشير إلى أن الإقبال يزداد إذا كان الإعلان مرتبطاً بمؤسسة حكومية أو اجتماعية.

ويفسر علي بحر هذا الأمر بما يراه من فرق بين تصوير الإعلانات التجارية والدراما التلفزيونية. ويوضح "نحن جهة معلومة ومتخصصة ونعمل بشكل مباشر مع الناس ونصور عادة في النهار إلا إذا كان الإعلان يتطلب التصوير ليلاً وبشكل عام أعمالنا محافظة أكثر من الدراما التلفزيونية".

وتلتزم الشركة المنتجة وممثلة الإعلان باتفاقية تشترط على هذه الأخيرة التنازل عن الصور مقابل عدم إدخال تغييرات مسيئة للفتاة.

ورغم مرور عدة أيام فقط على تصوير إعلانها الأول، قامت الشابة مريم حمد بتصوير إعلان ثان للترويج لعيادة أسنان بعد إعجاب أحد المشهرين بطريقة عرض إعلان الصحيفة الجديدة. ويبدو أن مجال عمل جديد فُتح أمام الشابات البحرينيات.