خفض الانتاج لا يكفي... أوبك فى شبه مأزق!

يبدو ان الإجراء الذى أتخذته أوبك لم يكن كافيا لصدم الاسواق وإحداث إستفاقة توازن بين العرض والطلب بل واصلت انخفاضها الشديد بشكل حتم على منظمة أوبك الاسراع بخفض آخر لوقف هذا الاتجاه النزولي.

وصرح المندوب الدائم لايران لدى أوبك بأن المنظمة بحاجة لخفض الانتاج بشكل أكبر نظرا لأن خفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من نوفمبر تشرين الثانى لم يكن كافيا.

وتشهد الاسواق النفطية منذ شهور حالة من التذبذب وعدم الاستقرار حيث تراجع سعر النفط دون مستوى 50 دولارا للبرميل وسط شكوك فى أن الخفض التالى لإنتاج أوبك لن يكون كافيا لدعم الأسعار التى تعرضت لضغوط بسبب تراجع الطلب العالمى مع تباطؤ الاقتصاد. كما هبط سعر البرميل الخام "159 لترا" الى 42.56 دولار
وهو أقل مستوى له منذ منتصف شباط/فبراير 2005.

ويشكل النفط من إنتاج دول أوبك نحو 40% من إجمالى إمدادات النفط فى الأسواق العالمية.

وفيما ينتظر العالم إجتماع وزراء أوبك فى ديسمبر بكثير من التفاؤل، يشكك محللون فى ان تتخذ أوبك قرارا فى اجتماعها فى مطلع الأسبوع المقبل، رغم ان أوضاع الطلب تشير إلى الحاجة الى خفض جديد.

ورغم خطة الحكومة الأمريكية لانقاذ سيتى جروب الداعمة لاسعار الأسهم وبعض السلع لكنها لم يكن لها تأثير يذكر على النفط.

وقال مختصون أن السوق ربما تتطلع لإعلان الرئيس المنتخب باراك أوباما عن فريقه الاقتصادى فى وقت لاحق اليوم فى إطار عمله على خطة تحفيز تهدف إلى اخراج البلاد من أسوأ أزمة مالية تمر بها منذ عشرات السنين.

وتراجع سعر النفط بنحو مئة دولار منذ أن بلغ ذروته عند 147.27 دولار للبرميل فى الصيف الماضى إذ اضرت الأسعار المرتفعة وأزمة الائتمان بالطلب فى الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا.

ويستغرب خبراء من عدم إستجابة الاسواق لقرار اوبك الاخير خفض 1.5 مليون برميل يوميا والذى لم يصدم الاسواق، وواصلت اسعار النفط الهبوط متأثرة بالمخاوف بشأن الركود الاقتصادى العالمي.

ولربما كان ذلك متوقعا ايضا من قبل بعض المحللين، اذ ان السوق النفطية تبدو فى نظر البعض مشبعة بعرض كبير من الخام يفوق الطلب الآخذ فى التراجع.

وتذهب بعض التقديرات الى ان فائض العرض عن الطلب يزيد عن 4 مليون برميل يوميا.

ويعزو محللون استمرار انخفاض الاسعار إلى أن تخفيض الانتاج ربما لا يناسب انخفاض الطلب الذى يمكن أن يستمر لفترة من الزمن إذا استمر الركود الاقتصادى العالمي.

وندد البيت الابيض فى وقت سابق بقرار منظمة اوبك خفض انتاجها، معتبرا انه يناقض الادارة الجيدة لألية عمل السوق. معتبرا ان ارتفاع سعر النفط حتى الأمس القريب هو أحد أسباب التباطؤ الاقتصادى الحالي.

ورغم ترحيب مسؤولين غربيين بالانخفاض الأخير فى الأسعار. إلا أن الخبراء يحذرون من احتمالات تدهور الوضع إذا ما اقدمت اوبك على خفض آخر الانتاج.

وهكذا تجد اوبك نفسها فى شبه "مأزق"، وسيكون عليها دراسة تطورات السوق عن كثب والتداعى للاجتماع قد تكون نتائجه صدمة حقيقية للأسواق.