أئمة استراليا ينددون بدراسة اتهمت بعضهم بإباحة اغتصاب الزوجات

ندد مجلس الأئمة الفيدرالي في استراليا بدراسة قُدمت في إحدى المؤتمرات مؤخرا، واتهمت بعض الأئمة بأنهم يبيحون العنف المنزلي واغتصاب الزوجات وتعددهن. ووصف المجلس الدراسة بأنها "غير موضوعية"، مؤكدا أن غالبية الأئمة في استراليا يرفضون ما جاء في الدراسة ويدعمون حقوق المرأة، كما أنهم رفضوا منذ ايام دعوة لتقنين تعدد الزوجات.

وصدرت الدراسة عن "المجلس الاسلامي لرفاهية المرأة" في ولاية فيكتوريا الأسترالية، وتم تقديمها في مؤتمر عقد يومي 19-20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين برعاية المركز الوطني المميز للدراسات الاسلامية، وهو مركز يتبع جامعة "ملبورن".
اتهام الأئمة بإباحة العنف

واتهمت الدراسة، التي نالت اهتماما من قبل عدد من الصحف الاسترالية البارزة، "بعض الأئمة بإباحة اغتصاب الزوجات، وتعدد الزوجات، والعنف المنزلي، رغم علمهم بأن القانون الاسترالي يمنع التعدد"، قائلة " إنهم يطبقون الشريعة عندما تخدم الرجال وليس النساء، ويعيقون الشرطة من التحقيق في قضايا العنف المنزلي".

وأشارت الدراسة إلى أن هؤلاء الأئمة ينصحون النساء الراغبات بالطلاق "بأنهن سيغادرن بلباسهن فقط دون امتلاك أي شيئ آخر".

ويقول المشرفون على الدراسة إنهم توصلوا لهذه النتائج بعد لقاء عدد من المحامين ورجال الشرطة وتوجيه اسئلة لمجلس الأئمة في فيكتوريا، والذي رفض الإجابة على اسئلة الباحثين، على حد زعمهم.

وتشير الدراسة إلى بعض "الأزواج المنفصلين عن زوجاتهم وفق القانون، يبقون متزوجين وفق الدين، ولذلك فهم يدخلون على زوجاتهم ويطلبون ممارسة الجنس بالقوة، وأن الأئمة يعتبرون ذلك حلالا لأنه مبني على نكاح شرعي".
أئمة استراليا: دراسة غير موضوعية

ولقيت هذه الدراسة رفضا من قبل مجلس الأئمة الفدرالي في استراليا الذي أصدر بيانا الجمعة 28-11-2008 ، وعزا تأخره بإصدار البيان لرغبته بأن يستوضح الأمور، وشدد على دفاعه عن حقوق المرأة ورفضه ما جاء في الدراسة جملة وتفصيلا، وإن أشار إلى "أخطاء بعض الأئمة".

وقال الشيخ معز نفطي، رئيس مجلس الأئمة الفدرالي في استراليا، لـ"العربية.نت" إن الدراسة غير موضوعية وقامت بناء على أخبار سمعوها عن بعض الأئمة أو اتصلوا ببعض الأئمة الذين لا يمثلون الخط المعتدل، مضيفا "والأئمة مثل غيرهم فيهم من يدرك الواقع ويحسن التعامل معهم وهم الأغلبية، وفيهم عكس ذلك، ولا ننفي وقوع أخطاء، كما أن الأئمة ليسوا معصومين".

وأكد أن الدراسة "بعيدة جدا عن واقع الأئمة، وتركز على الجانب السلبي، واستعرضت قلة قليلة في مواقفهم من بعض المشاكل وأهملت الدور الايجابي لهم"، مشيرا إلى أن "الاعلام استغل هذا الأمر وأراد رسم صورة بأن أغلب الأئمة هم على هذه الشاكلة وهذا مسيئ للائمة".

وأضاف "قول الدراسة بأن مجلس الأئمة في ولاية فيكتوريا لم يعط الباحثين أجوبة لا يعطيهم الحق أن يلفقوا مجموعة من التهم الكبيرة لمجرد أن الائمة تجاهلوا الأمر، كما أن الدراسة جاءت على أنها تغطي كل استراليا ونحن كمجلس نمثل الأئمة في كل البلاد ولم يلصنا أي اتصال منهم".

وأبدى الشيخ معز نفطي استياءه لأن المركز الوطني المميز للدراسات الاسلامية، الذي احتضن المؤتمر وطرح قضايا تتعلق بالأئمة "لم يدع أي إمام للحضور، وهذا تجاهل لدور الأئمة والقيادة التقليدية في الجالية".
رفض "تقنين" تعدد الزوجات

وعلى صعيد متصل، قال الشيخ معز نفطي، رئيس مجلس الأئمة الفيدرالي في استراليا، إن المجلس رفض منذ أيام دعوة من قبل الأئمة لـ"تقنين" مسألة تعدد الزوجات معتبرين أن هذا التعدد حاصل في المجتمع والقانون لا يبيحه.

وقال لـ"العربية.نت": " طالب بعض المحسوبين على الأئمة - وليست لهم دراسات شرعية تخصصية - بتقنين تعدد الزوجات، والاعلام استغل هذا الأمر وأثار حوله ضجة، ونحن في المجلس نفهم جيدا القانون الاسترالي ونعرف أن هذا ممنوع، وكذلك نحن لسنا في صدد المطالبة بتغيير هذا القانون في هذه المرحلة، ولا نرى أن وضع الجالية أو مشاكلها تحل بالمطالبة بوضع هذه القوانين".

واشار إلى أن الاشخاص الذين طالبوا بتشريع يبيح تعدد الزوجات استخدموا مصطلح polygamy ومعناها التعدد مطلقا اي تعدد الزوجات والأزواج، ونحن في مجتمع يمنع الاثنين، وهو أيضا مخالف للشرع لأنه يبيح تعدد الأزواج.. وبالتالي فهذه دعوات من أشخاص ليسوا من حملة الشهادات الشرعية، فيما مجلسنا يضم أكثر من 96 إماما في كل استراليا وكلهم من حملة هذه الشهادات".