مهرجان للبطيخ بالمغرب والزراع يشكون من تدني الأسعار

القنيطرة / المغرب: استضافت مدينة القنيطرة المغربية في الآونة الأخيرة الدورة الرابعة لمهرجان البطيخ السنوي وسط مخاوف بين زراع الفاكهة من نقص كبير في الارباح.

وعلى الرغم من الغناء والرقص الذي قدمته فرق محلية خلال المهرجان للجمهور وممثلي السلطات المحلية كان القلق باديا بوضوح على وجوه الزراع المحليين.

وانخفضت الاسعار في وقت سابق من العام الجاري الى مستوى غير مسبوق بسبب وفرة غير معتادة في المحصول نتيجة غزارة الامطار. واضطر المزارعون لبيع إنتاجهم بخسارة وصلت إلى نحو 80 في المئة.

وقال المزارع والناشط الاجتماعي عبد الكريم نعمان الذي نظم مهرجان البطيخ هذا العام " هذه السنة عرفت فاكهة الفلاح ثمنا بخسا نظرا لوفرة الإنتاج."

واضاف قائلا "ولهذا فإننا نتواصل مع الفلاحين ونوعيهم بضرورة تكوين تعاونيات وجمعيات لتسويق منتوجاتهم جماعة."

وفي قرية الدلالحة التي تبعد 65 كيلومترا عن القنيطرة انخفضت معنويات المزارعين بدرجة كبيرة.

وقال مزارع يدعى عبد اللطيف حمو "بالنسبة لهذا العام فإننا نبيع منتوجاتنا بخسارة."

ونقل حمو نحو 50 طنا من البطيخ الاحمر وعشرة اطنان من الشمام الى السوق. وباع البطيخ بسعر 50 سنتيما للكيلو (ستة سنتات امريكية) بينما بيع الشمام بسعر 1.5 درهم للكيلو (نحو 20 سنتا امريكيا).

وحصل المزارع على خمسة الاف درهم مغربي (نحو 625 دولار) مقابل شحنته التي كلفه إنتاجها ستة أمثال هذا المبلغ.

واضاف حمو قائلا "في السابق كانت البذور مختلفة وكان المحصول يأتي في أشهر مختلفة كذلك. لكن في هذه السنة تم توزيع نفس البذور ولهذا جاء المنتوج في فترة واحدة."

ويقول خبراء الزراعة المحليون إن أسعار البطيخ العام الماضي شجعت المزارعين على تخصيص مساحات كبيرة من اراضيهم لزراعته هذا العام.

وتضم منطقة الغرب في المغرب اراض خصبة تزرع فيها أنواع مختلفة من الفاكهة والخضروات. وتشتهر مناطق أخرى في المغرب بالزراعة ولكن الزراع في الغرب يصرون على ان افضل بطيخ في المغرب لا ينبت الا في منطقتهم. ويمكن ان يصل وزن بعض ثمار البطيخ في منطقة الغرب الى 30 او 35 او حتى 40 كليوجراما للواحدة ويقول الزراع وخبراء الزراعة إن جودتها لا تنافس.

ويستفيد المزارعون في المنطقة من خبرات يحصلون من جامعة القنيطرة حيث ادت الشراكة بين الزراع والباحثين الى نتائج طيبة منها تحقيق مستوى في الإنتاج يفوق أعلى المعدلات الافريقية والاوروبية في محاصيل مثل الموز والبطيخ.

والبطيخ هو أفضل أنواع الفاكهة الصيفية في المغرب. وتقول بعض الدراسات الحديثة ان هذه الفاكهة ربما يكون لها تأثير منشط للقدرة الحنسية.

وتوصل علماء في مركز تطوير الفاكهة والخضروات بجامعة تكساس ايه اند ام بالولايات المتحدة الى ان البطيخ يمكن ان يكون له تأثير مماثل لعقار فياجرا على الاوعية الدموية وقد يزيد الرغبة الجنسية.

وكان البطيخ يستخدم في علاج مرضى الكلى قبل انتشار الغسيل الكلوي.

ولم يحقق المهرجان القومي للبطيخ في المغرب شهرة بعض المهرجانات الاخرى المماثلة في الولايات المتحدة واستراليا ولكن المسؤولون عن تنظيمه يأملون ان يستمر مهرجان القنيطرة رغم نقص التمويل.

ويتيح مهرجان البطيخ السنوي للمنظمين الفرصة لتعريف المزارعين المحليين على احدث المنتجات من البذور والاسمدة.