يسعى لإنهاء توترات طائفية منذ 4 أشهر أسقطت 22 قتيلا
الجيش اللبناني يتولى مهام الأمن في طرابلس
دبي- العربية.نت؛ بيروت - وكالات
وقعت في لبنان مساء الاثنين 8-9-2008 وثيقة التفاهم بين العلويين والسنة في مدينة طرابلس بشمال لبنان، والتي تكرس مصالحة بين الأطراف المتنازعة هناك.
ووقع زعماء السنة والعلويين في ميناء طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية الاتفاق أثناء اجتماع برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في منزل مفتي شمال لبنان الشيخ مالك الشعار.
وتوسط سعد الحريري الزعيم السني لائتلاف الأغلبية المناهض لسوريا في الاتفاق المؤلف من ست نقاط، والذي يدعو لتسليم الامن في المدينة الى الجيش اللبناني لضمان استقرارها.
ويدعو الاتفاق أيضا إلى مصالحة بين كل الفصائل ويتعهد بتعويض المتضررين من القتال وإعادة بناء المناطق المتضررة وتطوير المناطق الفقيرة.
وقال السنيورة في الاجتماع إن طرابلس مدينة موحدة والدولة هي ضامنها وراعيها. وأضاف أن الدولة ستفرض الأمن في المدينة.
ووقع على الوثيقة زعماء العلويين والسنة بالمدينة وأيضا السنيورة والحريري. وبين السنة الذين وقعوا على الوثيقة زعماء من كل من المعسكرين المؤيد والمناهض لسوريا في لبنان، وأيضا شخصيات أصولية.
وقال الحريري في لقاء بثته العربية الاثنين إن توقيع وثيقة التفاهم سيرفع الغطاء عن الجماعات المسلحة في شمالي لبنان.
الحريري وعيد اتفقا على انهاء كل أشكال الوجود العسكري الظاهر في طرابلس وتسليم الوضع الامني للجيش اللبناني.
والتقى الحريري، الموجود في طرابلس منذ الجمعة، بعلي عيد الموالي لسوريا في منزل مفتي شمال لبنان الشيخ مالك الشعار لتمهيد الطريق لاجتماع مصالحة بين مختلف الزعماء في طرابلس، يسعى لإنهاء أربعة أشهر من التوترات الطائفية.
ولقي 22 شخصا على الأقل حتفهم في طرابلس منذ يونيو/حزيران في قتال طائفي مرتبط بالاضطرابات السياسية في لبنان الاوسع نطاقا. كما وقع انفجار منفصل في أغسطس/اب في المدينة أسفر عن سقوط 15 قتيلا بينهم عشرة جنود.
والاشتباكات في مدينة طرابلس التي تقطنها أغلبية سنية اندلعت بين فصائل علوية ومسلحين من السنة. وترتبط الجماعة التي يتزعمها عيد بصلات وثيقة بسوريا التي يرأسها الرئيس العلوي بشار الاسد، ويمثل أنصار الحريري القوة السياسية السنية الرئيسية في طرابلس.
وأشعل العنف مخاوف سواء في الداخل أو الخارج من احتمال أن تستغل جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة هذه التوترات في تعزيز وجودها في المنطقة أو احتمال أن تستغلها سوريا كمبرر لإرسال قوات مجددا إلى لبنان.
وأنهت سوريا ثلاثة عقود من الزمان من الوجود العسكري في لبنان تحت ضغوط دولية عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والد سعد الحريري.
وصرح المفتي الشعار للصحفيين بعد الاجتماع الذي عقد أن الحريري وعيد اتفقا على انهاء كل أشكال الوجود العسكري الظاهر في طرابلس وتسليم الوضع الامني للجيش اللبناني.
وحذر الرئيس السوري الاسد الخميس من أن لبنان ما زال في موقف هش وأعرب عن قلقه من "قوى متطرفة" مدعومة من الخارج تذكي عدم الاستقرار في طرابلس. وأثارت تصريحاته انتقادات حادة من الحريري وحلفائه.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مؤخرا من التدخل الاجنبي في طرابلس والذي يشعل التوترات هناك.
وألقت التوترات في طرابلس بظلالها على عودة لبنان الى الاستقرار السياسي بعد أن توسطت قطر في مايو/ايار لانهاء صراع على السلطة استمر 18 شهرا بين الائتلاف المناهض لسوريا بقيادة الحريري والتحالف الموالي لسوريا بزعامة حزب الله الشيعي.